صلة الرحم من أخلاق الإسلام
صلة الرحم من أخلاق الاسلام العالية وهى تعنى الحنان والرقة والاحسان ولأهميتها اشتق الله اسمها من اسمه الرحمن.
ليس الواصل بالمكافئ : والواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤلاء الأقارب . عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ]. رواه البخاري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] .رواه مسلم. و قال النووي في هذا: يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم.

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخـر فليـكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري. فصلة الرحم من الامور التي تحقق التعاون والمحبـة بين الناس وهي علامة على الإيمان.
صلة الرحم و البركة في الرزق والعمر : كل الناس يحبون أن يوسع لهم في الرزق ، ويؤخر لهم في آجالهم فمن أراد ذلك فعليه بصلة أرحامه . عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه) . رواه البخاري. عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:[من سره أن يمد له في عمره ،ويوسع له في رزقه ، ويدفع عنه ميتة السوء ، فليتق الله وليصل رحمه] . رواه البزار والحاكم.

صلة الرحم سبب لصلة الله تعالى: عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :[ الرحم متعلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله] . رواه مسلم. وقد استجاب الله الكريم سبحانه ، لها فمن وصل أرحامه وصله الله بالخير والإحسان ومن قطع رحمه تعرض إلى قطع الله له.

صلة الرحم من أسباب دخول الجنة: فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام ] رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
قطع الأرحام: إن الإساءة إلى الأرحام ، أو التهرب من أداء حقوقهم صفة من صفات الخاسرين الذين قطعوا ما أمر الله به أن يوصل.
قال الله تعالى: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم . أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) . سورة محمد:32-33 . قال على بن الحسين لولده : يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواطن.
ومن بين هذه المواطن قول الله تعالى: ( وما يضل به إلا الفاسقين . الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون ) البقرة:26-27.

عن أبي بكر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [ ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم] . رواه ابو داود والترمذي وابن ماجه . فقاطع الرحم غالباً ما يكون تعباً قلقاً على الحياة ، وحيدا، لا يهدأ له بال.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة : قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى قال : فذلك لك ] . رواه البخاري.

سنحيا بالقرآن: وان كانت صلة الرحم مستحبة طوال العام فان ثوابها يتضاعف في رمضان وتصير زيادة في المقربة لله عز وجل. وقارئ القرأن يعرف فضل صلة الرحم وثوابها عند الله، ومن الممكن في رمضاننا هذا ان نربط بين مشروع سنحيا بالقرآن وبين صلة الرحم بأن نجعله وسيلة لنتواصل مع اقاربنا فنشجع بعضنا على الختمات فنصل ما بيننا الناس ليصل الله ما بيننا وبينه.
(موقع آل العثمان الموسي - سيلة الظهر :: تاريخ النشر - 2/11/2016 11:57:13 AM )